المدير والزميل الفاغ ولد الشيبانى |
تابعت
باهتمام بالغ ذلك السجال الذي أثاره مقال الدكتور حماه الله ولد السالم تحت عنوان "
دار لقما ن علي حالها .. قبل خطاب نواذيبو وبعده "، وردود الفعل التي جاء
بعضها حاملا بصمة أهله، غير أنها لم تصل أبدا إلي المبتغي الفكري والنظري والنسق
الخاص الذي قصده " حماه الله " ، : ""
لم
يعد أحد من الناس العاديين مثلي يقيم وزنا لكلام رسمي أو معارض لان ، دارابن لقمان
ما تزال علي حالها والقيد باق في رقاب وقلوب الناس يسعون له صباحا ومساء، عادت
نغمة التزلف والنفاق والمساومة والتبرير.."
وهكذا
جاءت الردود انطباعية وعاطفية وسطحية وقبلية وجهوية كما هول الحال مع مقال المثقف
الموريتاني الكبير أحمد باب ولد مسكه.
من
حقنا أن نلاحظ ونختلف مع ولد السالم خواطره حول تسمية"نواذيبو" وربما
تحريفه للاسم دون مرجعية تاريخية يعتد بها ، وحتي إسقاطاته ، غير أنه لا يمكن أن
ننتقد عليه رؤيته التي اعتمد لها الأدلة ،، والقرائن والسياقات المختلفة لنجدأنفسنا
أمام صراع قديم جديد" الثقافة في بلاد البيظان .. وصراع الجهات" مبتغي
كان الأستاذ الجامعي مدفوعا إليه من حيث لا يدري بواسطة مكنونات سطوره الأولي،
والتوطئة بنواذيبو وجاءت ردود الفعل لتعطيه أحقية فيما ذهب إليه.
و من
هذا المدخل النسقي نحاكم خواطر " حماه الله " حول جلوسه علي الكثبان
الرملية الصفراء متأملا ساعة غروب شمس الحقيقة علي نغمات أصوات الطبيعة الغابوية
هذه المرة، وهكذا تتلبسه نفس بها نزعة ذئبية متوحشة متمردة متناغمة مع
"
رأس الكلب " الذي هو مشغول بالبحث عنه في شواطئ الحيتان التي لم تعرف العمران
،كما هو الحال في دار " ابن لقمان، إشكال وضع " صاحب أهل الشرك " نفسه
فيه في حين أنه لا يعرف السباحة ، ولم يتعلم في الصين ، وبالتالي فما مرجعيته في
تفسير كلمة "انواذيبو بالبربرية؟ ومن هنا يجد الفضاء البرزخي
مبرراته
في " أحقية التغني بأمجاد وبطولات وقصص أبناء ولاية داخلت انواذيبو , أولاد
البيوتات الكبيرة العامرة بالكرم والنسب والعلم والشيم..
ليسمح
لي رفيق "قاهرة المعز" أني لا أعرف مادة في "التاريخ " تؤصل
النزعات النفسية وتلونها وتتحول النفس البشرية من " كلبية " إلي "ذئبية"
إلا من خلال
أفلام
هوليود مثل فيلم "الرجل الذئب " للممثل الأمريكي القدير " جاك
نيكلسون " ، غير أن طيبة "نيكلسون الأمريكاني " كما يقول المصريون
غلبت عليه مقارنة ب"شرير الفيلم " بينما غلبت الدكتورة عالمة الحيوان
بطلة الفيلم في معالجة الاثنين ليتصارعا كما الذئاب لكن "الطيب " علي
رأي وزير الدفاع الأمريكي رامسفليد هو الذي انتصر ،كما هو الحال مع سكان نواذيبو
الذين وصفتهم بالطيبين..
إن
نقد وتعرية الواقع المر وتحميل الطبقة السياسية الوطنية الموريتانية في مختلف
الأنظمة المتعاقبة التي حكمت البلاد وزر ما نعيش في غياب ما أسميته " المشروع
الوطني " يجعلنا نجد أرضية يمكن الإتكاء عليها في القضاء علي " دار ابن
لقمان " ، وجعل ولاية داخلت نواذيبو "مهد الدولة المرابطية وعاصمة
اقتصاد الدولة الوطنية " نواتها الأولي.
ومن
هنا يتأتي المسكوت عنه و المطمور في تاريخ هذه الولاية ورجالاتها ، ويحدث انبعاث و
إحياء جديد وهو ما عبرت عنه بردوم " ياجوج وما جوج " فكيف يكون ذلك ؟
إنه لن يكون بالتقليل من تاريخ ولاية داخلت نواذيبو، ولا وتوسعة مجالها الجغرافي ،
ولا حتي التمسح والتبرك ببعض الرموز هنا ، وهنالك،
إنها مرحلة تتطلب شجاعة وواقعية أكثر ، وموضوعية من أجل إعطاء هذه الولاية "الثامنة
" حقها في الذاكرة الوطنية بدل ما هو حاصل في التأريخ عنها ، وعن أبطال
المقاومة فيها ، وأدوارها التنموية في ظل التعاطي علي جعلها ولاية بلا هوية ثقافية
أو عطاء حضاري ، بيد أن أبناءها يتحملون مسؤولية إعادة الاهتمام لذاكرة الولاية
والتعريف بها حتي لا تصاب بسنين الصين ولله في خلقه شؤون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق