إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 أبريل 2012

فى الرحيل نحو المجهول ؟

الزميل ومدير أخبار نواكشوط الفاغ ولد الشيبانى 
يدعو المشهد الموريتاني الحالي إلي تحكيم صوت العقل ، والحفاظ علي وحدة الوطن ، وتعزيز التحرك نحو الديمقراطية وتدعيم أسلوب الحوار بدل نغمة "الرحيل " الذي ترفعه أطرافمن القوي المعارضة داخل البلد في ظل وضعية صعبة تتطلب وطنية تضحية كبيرتين علي حساب نزعات النفس وأهوائها.


في نهاية التسعينات كان الموريتانيون يرددون نكتة إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ، تحكي عن طوابير طويلة من الشباب الموريتانيين أمام مقر السفارة الأمريكية بنواكشوط فوجئت بالرئيس وقتها يلتحق بهذه الطوابير من مقر إقامته قبل بناء القصر الجديد بعد أن أخذه حب الإطلاع ويندس في المجموع ليقف في الطابور انتظارا لدوره ، غير انه فوجئ بالمجتمعين يتوجهون إليه قائلين إن سبب هجرتهم أو طلب سفرهم للخارج هو " شخص الرئيس " وما دام قد قرر السفر فسيبقون ويتركونه يسافر للولايات المتحدة الأمريكية شاكرين له ذلك القرار "

وقتها اعتبر المنكتون ذلك تعبيرا عن التقييد، ومركزية القرار، وغياب أفق في وضعية كان الخطاب المعارض قويا ، وتلتف حوله كتل سياسية تمتلك قاعدة شعبية لا يستهان بها خاصة في المدن الكبيرة .

اليوم وبعد مرور 14 حولا علي ذلك المتغير الذي كان الوضع الداخلي للبلد يعيش علي نغماته ا تعود بعض المعارضة اليوم في ظل ما يطلق عليه الربيع العربي " مطالبة ب"رحيل النظام القائم" وفتح البلد علي سيناريوهات من اقلها " باب المجهول الواسع في ظل وضع اقتصادي وشبه اقليمي يدعوان للقلق /

المبشرون بالرحيل وضعوا تاريخا اعتبروه هو نقطة المواجهة المباشرة مع النظام القائم عن طريق التحضير لساعة الحسم واستخدموا الإعلام في تصوير ما يرونه وضعا عاما داخليا يشي بالإنفجار ودخول البلد فيما لا تحمد عقباه " رياح عاتية للتغيير تقلع النظام من جذوره "

وضع تجد الأغلبية الصامتة من مواطني المنكب البرزخي نفسها فيه ،وهي التي لا تحلم سوي بخدمات الدولة الوطنية في المياه والكهرباء والصحة والتعليم والامن والتشغيل لتفاجأ بمعركة كسر العظام وحرب الخناق بين النظام القائم وقوي من المعارضة التي تصف نفسها ب"الديمقراطية"

موقف يدعو للتأمل بعيدا عن المصالح الضيقة ، والتكتيكات المرحلية ،والانتهازية السياسية وسياسة المستحيل في ظل محيط إقليمي ينذر بالحرب الشاملة ضد مابات يعرف ب"القاعدة في بلاد الساحل"

لنفكر مليا ما الذي سيستفيده المواطنون العاديون في حالة ما تم مبتغي الرحيل ..؟ في حين  أن مطلب الرحيل يؤكد شخصيانية المأمول ، فرأس الجهاز التنفيذي في الوضعية الحالية يتطلب تغييره الكثير من الأمور الموضوعية ، والبدائل الشرعية ، وتدابير المشروعية وضمان أن الآتي الجديد لن يتم التشكيك فيه بعد الاعتراف به، ومن ثم من له الحق في ذلك ؟ إنها القاعدة الشعبية لمواطني الدولة البرزخية

، وكيف سيكون ذلك ؟ إنه بتنظيم الحالة المدنية وتعداد السكان وتشكيل لجنة مستقلة للإنتخابات والبحث عن مراقبين وتمويل لهذه العملية إضافة لفترة زمنية كافية وهي أمور بالتأكيد أمور لن تقل عن حول أو اثنين علي أكثر تقدير ، بينما يتطلب كل ذلك تواقف القوي السياسية وهو أمر صعب التحقيق والتجربة تبرهن علي ذلك.

و في عر ف علم السياسية هناك " فن الممكن " وهناك حدود لهذا الممكن عليا ، و دنيا، وبحساب الأوضاع الراهنة للدولة الموريتانية والمحيط الإقليمي ينبغي التفكير جديا في البدائل التي ليس من بينها "الرحيل " لأن ذلك الحل اللاعقلاني قد يؤدي لنتائج من أقلها تنامي القاعدة ، وتفكيك الدولة في ظل أطماع جهات خارجية تعرف نفسها وتحاول جاهدة تغيير التركيبة السكانية لبلد يحمل الكثير من

الخيرات والمعادن لمحيط يعاني الفقر والقلاقل والصراعات العرقية، و إذا كان الإخوة في المعارضة المقاطعة لا يقدرون علي الصبر حني نهاية مأمورية الرئيس الحالي فإن العبد الفقير يقترح علي حكومة معالي الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لقظف ترحيل هؤلاء القادة لبلدان الربيع العربي بعضهم لتونس ، و ثان لمصر ، وثالث لليبيا ، ورابع لليمن ،والخامس لسوريا وسادس لمالي ، وسابع للسنغال، والثامن لفرنسا والتاسع والعاشر للملكة البحرين علي نفقة خزينة الدولة الموريتانية.

قد يقول البعض إنه هذا الرأي لا يعدو كونه لحنا في جوقة النظام القائم لكن علي هؤلاء المدعين للمصلحة العليا للأمة أن يكفوا عن الوصاية علي الشعب الموريتاني ،ويتركوه يجرب خياراته لنهاية هذه المأمورية لأن تاريخ الدولة الموريتانية طويل مع المسلكيات والممارسات فماذا يضر لوتركناه ينهي مأموريته واحتسبنا ذلك صبرا عند الله إن" كنا صادقين" خوفا من تفتيت بلادنا .

وتعرضها للقلاقل في ظل محيط يدعو للوحدة والتلاحم إن فتح موريتانيا علي المجهول، ورغبة قوي لم تعد تري طريقة للتعامل مع رأس النظام لقائم  لا يعطيها الحق في أن تقرر بدلا عن الأغلبية الصامتة لأن في ذلك الكثير من الأنانية وتربية الأحقاد.

ليست هناك تعليقات: