إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 18 أبريل 2012

أرملة تقاضي الهلال الأحمرو تطالب الرئيس بانصافها (مصور)

الأرملة غاله المعيلة الوحيدة لابنتها اليتيمة 
قالت الأرملة غالة بنت محمد 51عاما إنها عانت الظلم والتهمبش والاستهزاء في وطنها مالم يعانيه أحد في العالمين ،وأنا الأرملة والكافلة   لابنتي الوحيدة على حد قول بنت محمد وهي تشير باصبعها إلى ابنتها التي بدورها تداعب جهاز التحكم في التلفاز عله يخفف عنها  شبح  الظلم  الذي سكن المنزل في كل زاوية

كانت  البداية حينما ألتقى مراسل المدونة السيدة غالة  بنت محمد قرب الصندوق  الإيداع والتنمية ،حيث بادرته بالسؤال حين رأته يصور هل أنت من  الصحافة ؟ فما إن أكد لها أنه من خدم أصحاب  الجلالة حتى أخرجت  كمية من الأوراق وقالت : لقد جئت للتو من المحكمة ..فقد حكمت لي في قضية رفعتها ضد الهلال الأحمر الموريتاني وألزمته بتعويضي مبلغ 490ألف أوقية وهو مالم أحصل عليه منذ أكثر من عام رغم أني طرقت كل باب تقول بنت محمد
رسالة إلى حقوق الأنسان وممثلها يرأس الهلال سبب معاناة الأرملة 

استهوت القصة مراسل "المدونة" وبما أنه مشغول باعداد تقرير عن صندوق الإيداع والتنمية فقد طلب منها رقم هاتفها فماكان منها إلا أن جادت به عليه بعد تعثر في نطق الرقم إلا أن المرأة أعتذرت بشيء من الدبلوماسية

زرنا الأرملة في منزلها  المتواضع ورغم المعاناة التي تقرأها  في كل  ركن من أركان البيت وكل قطعة تقع عليها عينك من أثاث  المنزل فقد كانت بنت محمد كريمة معنا

بدأت  الأرملة بنت محمد بسحب ملف قالت  إنه يوثق معاناتها من وفاة زوجها إلى عملها في الهلال الموريتاني مرورا بالقضاء ،فرغ بساطة المرأة فقد علمتها التجارب أهمية التوثيق  في عالم الإنكار فيه سلعة  رائجة على حد قول بنت محمد
كشف حساب الأرملة وقد أثقلته الاقتطاعات 


البداية ....

بعد وفاة زوجي  المعيل الوحيد لي ولابنتي الوحيدة وجدت نفسي مضطرة إلى العمل واتصلت بالسيد أحمدو ولد حيه وعرضت عليه مساعدتي  ،وقد وفق في إيجاد عمل لها مع  الهلال  الأحمر المورياتني وقد وقع لي العقد مع "النصار"  على حد قول بنت محمد

كنت متفانية في عملي رغم صعوبته على امرأة مثلي ولكن الظروف المعيشية البائسة تدفعك إلى الأبواب والعمل كله شرف تضيف  الأرملة بنت محمد والدليل أن المشرفة الإسبانية كانت تراقب عملنا كل يوم ولكنها حينما رأت اتقاني وزميلاتي الثلاث لعملنا توقفت عن مراقبتنا

رغم مشقة العمل فقد كنا نباشر أعمالا محفوفة بالمخاطر فنحن نستخدم لكلورفيل "آسيد" و"اكريزين "شديد الرائحة دون أبسط وسائل الحماية وخاصة بعد ما أصبحنا تابعين فيما بعد للهلال الموريتاني ومع غياب الحماية تدنى الأجر ،وفي استعراضها لظروف العمل القاسية والخطيرة ،تتذكر قالة زميلتها زينب بنت محمود التي توفيت فجأة وترجح السيد بنت محمد أن سبب وفاتها قد يكون عدم توفر وسائل الوقاية ،لا تقول غالة هذا على سبيل التأكيد

طالبت براحة معوضة ...ففصلت 

في يوم روتيني وبينما أنا منهمكة في تنظيف إحدى الغرف بمركز إيواء المهاجرين السرين حيث كنت أعمل مع الهلال إذ زلقت وكانت النتيجة أن كسرت ركبتي ،ذهبت إلى مسئولي في العمل ممادو صار وأمرني بالذهاب ،توجهت إلى المستشفى وقمت بأجراءات الكشف والدواء على حسابي وبعد انتهاء راحتي الطبية عدت إلى عملي وتحديدا إلى مسئولي في العمل  السيد صار ..بعد فترة استجمعت قواي وقررت أن أطلب من السيد صار راحة معوضة وخاصة إني أعمل معهم منذ أكثرمن 5 سنين ولم أحصل على عطلة رغم أنني أعمل بموجب عقد
غاله تحمل صورة بالأشعة لكسر ركبتها 

تضايق السيد صار بطلبي تقول الأرملة ،وبعد فترة طلب مني  الحضور عنده في المكتب وأخرج لي ورقة وطلب مني توقيعها ووقعتها جهلا مني وكانت عبارة ورقة إقالتي وتقاضيت مبلغ  116 ألف أوقية

قررت مقاضاة الهلال بسبب الظلم الذي ألحق بي حيث وضع بجرة قلم رصاصة الرحمة على الأمل والملاذ ومصدر عيشي الوحيد الراتب الشهري رغم ضآلته إلا أنه كان يعني لي وابنتي اليتيمة الكثير

بعد أن رأيت في المحامين فتورة تجاه وقضيتي وأنا المسكينة الفقيرة ،قررت خوض المعركة القضائية مع الهلال لوحدي لا سلاح عندي غير الإيمان بعدالة قضيتي
صورة لكشف حساب غالة يظهر أنها تتقاضى 35640 أوقية 

ضياع حقي ..زعزع إيماني في الدولة

 تقول السيدة غاله:أنا منحدرة من أسرة كريمة ومن قبيلة معروفة غير أن  إيماني بأن  الدولة هي الحامية للمواطن أولا وأخير ا ،دفعني إلى  أن أبعد أهلي وقبيلتي عن القضية ولكن يبدوا أنني كنت حالمة "مكبر الكرش في الدول"

حكمت المحكمة لصالحي وألزمت الهلال الأحمر بتعويضي مبلغ 490ألف ، استأنف  الهلال القضية وخفف الحكم عليه بدفع مبلغ 111ألف أوقية ولكن بعد توجهي إلى الخزانة والتي بدورها أحالتني إلى وزارة المالية ،أدركت حينها أن المسار قد يأخذ وقتا،وكانت فراستي صائبة

تسلم الرئيس رسالتي ..وما زال الظلم جار علي
تقول الأرملة غاله إنها جعلت رسالة تظلمها في جيب الرئيس ولم يطرأشي ء

ما إن سمعت بزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز حتى لملمت أوراق قضيتي التي لم أعد قادرة عل حملها ووقفت له بمكان مكنني من تسليمه رسالتي رغم محاولة الرئيس تسليم رسالتها لمرافقه صرخت عليه :الرسالة لك سيدي الرئيس ، أحتفظ الرئيس بالرسالة وجعلها في جيبه

استبشرت كثيرا تقول الأرملة غاله ،فالرجل يصف نفسه برئيس الفقراء ...مرت الأيام منذ زيارة الرئيس لانواذيبو وحتى لقائي بكم ولم يطرأ شيء  في قضيتي ،فأنا أطالب الرئيس عزيز بانصافي والبت فورا في قضيتي  فأنا أرملة والمعيلة  الوحيدة لابنتي الوحيدة اليتيمة

ودعت السيدة  الأرملة غاله بنت محمد ووابنتها اليتيمة "منى " وقد وجدت  قلبي يكاد يقطردما وحزنا وأنا الذي لم يمض على مكثي ببيت الأرملة أكثر من نصف ساعة !ودعتها وابنتها وأنا أتساءل ما الذي يمنع هذه المسكينة من الحصول على حقها غير الظلم والاستخفاف بالمواطن ؟

ليست هناك تعليقات: