إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 4 ديسمبر 2010


مدير مكتب أخبار نواكشوط في لقاء خاص مع المدونة
في إطار سلسلة لقاءاتها مع الشخصيات الفاعلة في المدينة إلتقت "مدونة انواذيبو" مدير مكتب أخبار انواكشوط بنواذيبو الصحفي الفاغ ولد الشيباني في مقابلة شاملة وممتعة وهذا نص المقابلة .
المدونة :لكم تجربة رائدة فى المجال الإعلامي كيف تنظرون إلى واقع الإعلام فى البلد ؟ وكيف تفسرون الطفرة الإعلامية التى يشهدها البلد ؟
الفاغ :في البداية اسمح لي القول أن مراحل التي مرت بها وسائل الاعلام التقليدية (الاذاعة،التلفزة،الصحافة المكتوبة)هي مراحل مختلفة ويمكن القول إن المرحلة المميزة لدراسة واقع الصحافة هي المتعلقة بفترة بداية التسعينات عندما تم التصديق على دستور جديد وقانون حرية الصحافة وهذا ساعد على وجود عناوين كثيرة وهو ما ميز مرحلة التحول على الديمقراطية التي شهدتها البلاد حيث تحولت الصحافة الى أداة للتوازن غير أن هذه التجربة ظلت لعقد من الزمان مرهونة بالرقابة المسبقة وهو الأمر الذي تغير لاحقا في تعديلات المجلس العسكري غير أن هذا التعديل شكل فورة أو ثورة فيما يتعلق بالاعلام الالكتروني وهو الذي سرع نشر العديد من المعلومات والأنباء التي قد تنقصها بعض الاحايين الضوابط والمهنية ويمكن النظر إلى التجربة الموريتانية الى أن هناك قفزة كبيرة فيما يتعلق بالاعلام الالكتروني وانتشار المواقع في ظل تراجع كبير للصحافة الورقية التي ظلت تعاني من المركزية الشديدة ومحدودية التوزيع .
المدونة : من المعروف أن الصحفى يهدف إلى الوصول إلى المعلومة أيهما أولى فى نظركم أن يخفى الصحفى هويته للحصول على الحقيقة كما هي بعيدا عن المزايدة أم أنه من اللازم أن يكشف هويته للحصول على المعلومة ؟
الفاغ :في تصوري أن المبادئ والمهنة الصحفية  "المقدسة "هو أن التزام الصحفي الأول هو الحقيقة وولاءه للمواطنين وجوهره هو نظام التحقق والتثبت ,,وغير ذلك من الضوابط التي على الراغبين في مهنة الكتابة والبحث عن الحقيقة أن يلتزمها وهو ما يعني أن الصحافي يجب أن لايكون مخبرا ولا جاسوسا وأن لايستخدم الاساليب غير القانونية وفى المحصلة المهنة لديها قواعد وضوابط تتيح لممارسها نظما وأنساقا تجعل الوصول إلى مصادر المعلومات متاحا والأبواب المغلقة متاحا حيث يقول العلماء الشخصيات الثلاثة : شخصية مترددة , وشخصية مستعدة للحديث وتقول أشياء غير مهمة , والشخصية الممتنعة وهي ماتمثل 90 من مصادر الأخبار وعلى الصحفي أن يتعامل مع هذه المستويات الثلاثة , فالمتردد على الصحفي أن يقنعها بالحديث الثانى المتحدث فى الكثير المهم ولغير مهم فعلى الصحفي أن يركز على الموضوع الرئيسي أما الصنف الثالث والذى يمثل معظم الرسميين والدوائر الحكومية والدوائر العليا فى السلطة فعلى الصحفي أن يكون ملما بطبيعة هذه الشخصيات والدوائر من أجل الحصول منها على تأكيد للأنباء والمعلومات والشائعات التى يريد الحصول على السبق فيها , وهي العملية التى تعتبر أس العمل الصحفي .
المدونة :هل ترون أن المدينة تجد مساحة كافية فى التغطية الإعلامية الوطنية ؟ أم أنها مهملة وبالكاد تتم تغطيتها ؟
الفاغ :كما يقال " الرضا غاية لاتدرك " والحقيقة أن تغطية الجهويات والمحليات على عموم التراب الوطنى يبدوا ضعيفا لعدة عوامل حيث أن المركز سيطر على العمل الإعلامى لعدة عقود غير أنه بالنظر إلى تجربتنا المتواضعة منذ تعيينى مسؤولا عن مكتب أخبار أنواكشوط في مايو 2003 م فقد وضعنا إستراتجية تعتمد على أن تحظى أنواذيبو بمكانة داخل مطبوعنا ساعتها التى كانت أسبوعية ثم إلى يومية وهو الأمر الذى حقق بعض النجاح , وحتى لاتكون تجربة أخبار أنواكشوط فإن أنواذيبو قد حظيت – رغم تغييبه وتهميشه – ومركزية العمل , على تواجد إعلامي معتبر محطة جهوية تبث 19 ساعة يوميا ممثلين لعدة صحف ومواقع وصحف سيارة تقارب العشرين.
المدونة : ينظر البعض إلى حقل الإعلام بأن مرتاديه أغلبهم من" الهواة " وبما أنكم متخصصين هل مازالتم تنادون بضرورة التخصص وتنقية الحقل ؟ وما السبيل إلى تعويض التخصص ؟
الفاغ :اسمح لي أن أوضح لك بأن الصحافة أصبحت كما يقال فن وعلم وصناعة وهي كما يقول "وكهام"عميد الصحافة البريطانية هي شيء بين الفن والعبادة والصحفيون خدم عموميون يقدمون الخدمة للمجتمع من أجل تنويره ولا شك أن مهنة بهذه القدر والحجم والمسئولية تتطلب مواصفات معينة ذلك أنها اليوم تتضطلع بدور أكبرفي الاخباروالتعليم والتثقيف وحماية المجتمع ولا شك أن مهنة بهذا القدر تتطلب أن يحول العاملون فيها الموهبة إلى اكتساب الخبرات والمهارات الضرورية اللازمة وهو ما يعبر عنه المهنيون بالقوالب الفنية ذلك بأنه في حالة الغاء هذه القوالب والمعاييرالفنية فإن وسائل الاعلام المختلفة تتساوى فيما بينها وهو ما يخالفه الواقع ذلك أن الاعلام الاذاعي غير المرئي والمرئي غير المكتوب.
وللجمع بين الاثنين بوسائل التكنلوجيا ودخول المدونات وغيرها يتطلب جهودا تنظيمية وتنسيقية وفنية قد لا تكفي الموهبة لوحدها وإذا كنا كما يقال نختار لمهنة الطب متخصصين ومتدربين...فإن الامر ينطبق على الصحافة نظرا للخطر المترتب على عدم دقة المعلومات أو ما يعبر عنه بغياب المهنية والامثلة في هذا الصدد كثيرة.
الهواية قد تكون حافزا مهما غير أن الهواية لوحدها لا تكفي ما لم يعززها تعليم وتدريب وممارسة ،لأن من شأن ذلك كله أن يحول الموهبة إلى إطار تنظيمي له ضوابط ومدخلاته ومخرجاته حيث يجعله عملا موضوعيا وليس ذاتيا وله من الأدوات والأساليب ما يجعله قادرا على تجاوز الابداع الذاتي الى الابداع العلمي المقنن وفق ضوابط صاحبة الجلالة "السلطة الرابعة"
المدونة : يرى الكثيرون أن المهنة تحولت إلى وسيلة للكسب وجمع المال " لبشمركة "وهوما أوجد صورة نمطية لدى البعض عن الصحافة  ؟ إلى أي حد تتفقون مع هذالطرح ؟
الفاغ :للأسف الشديد ما لا زم أو صاحب التجربة الموريتانية يصدق هذا الكلام ،ذلك أن الكثيرين امتطوا هذه المهنة كوسيلة للكسب والارتزاق وتحول البعض إلى ما يعرف بظاهرة "البشمركه"والتي تقسم إلى نوعين كبيرة وصغيرة وفي كلا الحالتين فإن الضوابط والأخلاقيات وأدبيات المهنة وميثاق الشرف الصحفي قد تم انتهاكها بشكل صارخ وفاضح ويكفي للتدليل على ذلك جموع المتسمين بالصحافة أثناء الزيارات الرسمية .
المدونة :تعد المدينة العاصمة الاقتصادية للبلد وتضم مؤسسات تعتبر رئة الاقتصادا ،إلى أن المعلومات في هذا الصدد ما تزال شحيحة فهل ترون أن غياب التخصص هو السبب؟
الفاغ :هناك صحافة عمومية وصحافة متخصصة وفي الصحافة المتخصصة هناك صحف متخصصة وصفحات وفي كل الأحوال فإن الامر يتطلب صحفيين مطلعين على طبيعة النشاطات والابواب التي تعتمد عليها الصحيفة مثل مائدة الطعام ...الصحافة لا زالت تفتقد للتخصص في عدة مجالات تنموية ومن بينها الاقتصاد ولأننا بلد ثلاثة ملايين سياسي فإن السياسة تعد هي الحدث الأهم وبالتالي فإن التغطية في نواذيبو يغلب عليها السياسي الاقتصادي وليس الاقتصاد السياسي .
واسمح لي بهذه المناسبة أن أشير إلى أنه للأسف الشديد التجربة الموريتانية تفتقد إلى متخصصين في مجال الاقتصاد والقضاء والحوادث والجرائم والبيئة وهو ما يجعل المعلومة والمعطى سطحيا بشكل كبير.
المدونة :ما رأيكم في فكرة المدونة التي تعد الأولى على المستوى المحلي ؟
المدونة عمل فردي يسعى المشرفون عليه للعب دور في مجال تنمية الموطن منطلقين من رؤية تقول :خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة وهو عمل نشجعه ونأمل أن يتعاون الجميع من فاعلين ومهتمين وهواة من أجل أن يبلغ مراميه وأهدافه سبيلا للرقي والتقدم والتنمية لموريتانيا.

ليست هناك تعليقات: