في سلسلة تقاريرها عن المراكز الإدارية التابعة لولاية داخلت نواذيبو تسلط "المدونة "الضوء على المركز الإداري الأقرب من المدينة "بولنوار" وتعيش مع ساكنة القرية مشاكلهم وتطلعاتهم للمستقبل وقد شمل التقرير الأول من نوعه جميع المجالات الحياتية للقرية الموقع والثقافة والآثار التاريخية .
الموقع :
يقع المركز الإداري التابع لولاية داخلة أنواذيبو "بولنوار"في الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة على بعد حوالي 96كلم على الطريق الرابط بينها والعاصمة انواكشوط ويعد "بولنوار"أقرب المراكز الادارية لمدينة انواذيبو .
التسمية :
صورة لكرفور مدخل بولنوار |
وتجمع معظم الذواكر التاريخية التي التقتها "المدونة " ببولنوار على أن القرية عرفت عند السكان المحلين بـ " اكريب لغنم " قبل أن تأخذ اسمها الحالي "بولنوار" وتعود التسمية الحالية (بولنوار)إلى بئر تبعد 3إلى 4 كلم من القرية وكانت النشأة الأولى لهذه التسمية مع البدايات الأولى لإنشاء السكة الحديدية في ستينيات القرن الماضي ،فيما عرف محليا بـ "الشانتية" ومنذ ذلك التاريخ والقرية تشهد تزايدا في تعداد سكانها ،إلا أنها ظلت كما يقول معظم المهتمين بتاريخ المدينة الذين التقتهم "المدونة "تعيش عزلة رهيبة لم تفك إلا بعد انشاء طريق نواذيبو ،نواكشوط الذي جعل المدينة تعود إلى أحضان الدولة على حد وصفهم .
تتبع للمركز الإداري "بولنوار"عدة بوادي وهي وادي الشبكه والشلخة واسويديات وكريير والصويصية ،بالإضافة إلى أماكن تاريخية وأثرية احتضنت في ثراها علماء وصالحين وشخصيات كان لها دور بارز في تاريخ المنطقة من أمثال العالم أحمد زروك ولد بلها الذي تتلمذ على يد محمد عبد العزيز ومحمد ولد محمد سالم وحاتم الصعيدي وحمدي ولد الشيخ محمد المامي في منطقة "مرزبة" والشخصية البارزة أحمد ولد مكناس الذي يعتبر أول من كاتب الفرنسين ،في منطقة "العوج"16كلم من القرية .
أهم المشاكل المطروحة للمركز الإداري :
يكاد يجمع كل المواطنين في "بولنوار"الذين التقتهم "المدونة على أن زحف الرمال هو المشكل الرئيس الذي يهدد قريتهم ،بالإضافة إلى التعليم والصحة والنشاط الزراعي والكهرباء وحتى الثقافة والرياضة ...
أولا:زحف الرمال
ما إن تتجول للحظة في "بولنوار"حتي يهولك المنظر ببشاعته ،حيث الرمال تحاصر المنازل التي هي في معظمها بنايات بسيطة ،مما اضطر سكان الحي القديم لترك منازلهم والتحول إلى الجزء الجديد نسبيا من القرية القريب من الطريق الرابط بين نواذيبو ونواكشوط .
صورة لمنزل تحاصره الرمال (بولنوار) |
فآثار هذه الرمال الزاحفة بادية على معالم وأطلال البنايات الجاثمة وكأنها تحكي قصة سكانها بكل تفاصيلها المروعة ،فمن المنازل ما طوقته الرمال ومنها ما ألجمته إلجاما والبعض الآخر ابتلعته الرمال ليستقر في حضنها الثقيل .
ومما يستغربه ساكنة "بولنوار "الذين وقفوا عاجزين عن فعل أي شيء ،تقاعس بلدية المركز عن التدخل وحماية منازلهم من زحف الرمال ،التي لم تكتف بالقضاء على المنازل بل أثرت في طرقات المدينة الداخلية وجعلت الانتقال بين أطراف القرية الصغيرة تستغرق وقتا طويلا .
ثانيا :النشاط الزراعي
يقول السيد سيدي عثمان ولد سيدي إن مشكلة القطاع الزراعي في القرية أكبر من مجرد مشكلة بل هي كارثة على حد وصفه ويصيف إن هذه القرية التي تحتضن في باطنها بحيرة تشكل مصدرا للماء لمعظم مدن شمال البلاد من نواذيبو إلى بير أمكرين ،يبدو أن أهلها لم يهتدوا بعد إلى استثمارها والذي أرى أن النشاط الزراعي هو أهم ما يجب أن تستثمر فيه مياه البحيرة .
صورة لبساتين قبالة مدخل بولنوار |
وقال ولد سيدي ،نحن الآن نخضع لتكوين في المجال الزراعي (50شخصا) في مشروع مشترك بين منظمة السلام العالمية الاسبانية MPDL وبلدية "بولنوار" وهو في مراحله الأخيرة ويتوقع أن ينتج في نهاية دجمبر الحالي حسب الخبراء 1.32طن من الخضروات وهي كمية تفوق حاجيات الساكنة مما يحقق اكتفاء ذاتيا وأبدى ولد سيدي تخوفات قال إنها واردة ،تتمثل في تبعات رفع المنظمة الإسبانية يدها عن المشروع وتسليمه للبلدية وخاصة أن لنا تجربة سيئة الصيت مع منظمة إيطالية سابقة قامت بالتكوين ومن ثم قدم الدعم إلى أشخاص لا علاقة لهم بالمجال في خطوة استغربها الجميع وقتها .
واقترح السيد عثمان أن تبقي البلدية في حالة تسلمها للمشروع الحالي على الافراد الخمسين فهذا ضمان للاستمرار وفرصة لتوريث التجربة للسكان ،ليتمكنوا من الاستفادة من "البحيرة "وحتى لا تصدق عليهم المقولة "جاور الماء تعطش"
ثالثا :الكهرباء
لقد ظل سكان "بولنوار"لفترة ليست بالقصيرة يتمتعون بنعمة الماء والكهرباء المتدفقتين بعيدا عن ازعاج فاتورة الشركتين للمياه والكهرباء،إلا أن هذه النعمة سرعان ما تكدر صفوها بدخول الشركة الموريتانية للمياه على الخط ،ذلك الدخول الذي مازال الكثيرون مما التقتهم "االمدونة"يشككون في رسميته ودليلهم الفاتورة المكتوبة بقلم الحبر والتي تغيب عنها أية صفة رسمية كرأسية الشركة وشعارها
وهذا مصدر قلق حقيقي للسكان كما علق أحدهم على المسألة بالقول :نحن نتعامل مع "بيلوكة"ورغم أننا نسدد لها إلا أننا لا نثق في طريقة عملها والدليل ...ويخرج الفاتورة .
رابعا :التعليم
توجد في "بولنوار"مدرسة واحدة حتى الآن وهذا ما ينتقده بشدة المهتمون بشأن القرية ويقولون إنها حالة غير طبيعية ،كما اتهموا المعلمين بالتقاسع في أداء مهامهم بالاضافة إلى الاكتظاظ الذي تشهده المدرسة اليتيمة وخاصة الفصلين الثالث والرابع الابتدائين وختموا مطالبهم بالتأكيد على ضرورة فتح اعدادية في القرية ،كما شكا سكان القرية من انتشار الأمية في أوساط الشباب من 15عاما فما فوق وتساءل أحدهم في حسرة إذا كان هذا حال شبابنا فإن صورة مستقبل القرية غير مبشرة .
خامسا :المجال الصحي
لم يهمل سكان "بولنوار"في معرض حديثهم عن المشاكل الجانب الصحي وإن ثمنوا الدور الذي وصفوه بالجيد للمراكز الصحية الثلاثة في القرية وطالبوا بضرورة توفير بعض التجهيزات الضرورية للمراكز الصحية ومن أبرزها سيارة إسعاف .
سادسا :المجال الثقافي والرياضي
إن القادم إلى القرية ،يلحظ بوضوح مدى شغف شبابها بالرياضة وذلك من خلال المباريات في مختلف الرياضات وعلى رأسها كرة القدم والكرة الحديدية .
إلا أن هذا الشغف سرعان ما ينغصه غياب البنى التحتية للمشآت الرياضية والثقافية والتي يرجعها معظم المهتمين بالشأن الرياضي والثقافي إلى اهمال السلطات المحلية لهذه
الأنشطة ولم يكن حال الثقافة أحسن من حال الرياضة فقد اكتفى أحدهم بالتعليق قائلا :
الأنشطة ولم يكن حال الثقافة أحسن من حال الرياضة فقد اكتفى أحدهم بالتعليق قائلا :
تسأل عن النشاط الثقافي ،هل تعلم أن دار الشباب في القرية أعطتها السلطات لأحد موظفيها ،فإذا كان هذا حال التعامل مع دار الشباب فإن العطاء الثقافي سيكون لا شك غائبا وموءودا على حد وصفه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق