إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 27 مارس 2012

أين المعارضة من الوطنية؟!


الكانب محمد ولد  ابراهيم
لم يعانى هذا الشعب الصابر ما عانى من طبقته السياسية الموسومة بوصف ( المعارضة)، فهذه الطبقة لم تتقن من العمل السياسي غير ترويع هذا الشعب الذي عرفها دائما قامة فارغة وسط صفوف أعدائه.




فهذه الزمرة عرفت لدى الرأي العام بأنها ترهن مواقفها فقط في المربع المعاكس لموقف النظام أيا كان ذلك الموقف، ولا ينسى هذا الشعب ولن ينسى تسابق رموز المعارضة بقيادتها التاريخية لشجب وأبسط خطوة اتجاه التعريب حتى وصفت تلك الخطوة بأنها تلاعب بالوحدة الوطنية حسب وصف قائدها العجوز الذي نكبت به هذه الأمة، ليرتفع صراخها مرة أخرى وتهرع في  موقف أكثر خيانة لتطالب بوقف الإحصاء أو فتح المجال أمام شذاذ العالم ومشرديه ليزاحموا أبناء هذه الأرض وأهلها.

بل إن تعطش – هذه الزمرة – الآثم للسلطة أبعدها الله عنها دفعها للاصطفاف في وقاحة مشهودة مع عصابات "إيرا" و"لا تلمس جنسيتي"، بل إن من بين وجوه هذه الطبقة من عرفته الأمة مثالا مجسما للفساد الوظيفي حتى أنه أستخدم الأمن عندما كان بين يديه لمصادرة نعجة جيرانه الوحيدة وضمها لنعاجه التسع والتسعين في قصة مشهودة ومشهورة تعكس جشعه واستهتاره بمُثل العدل بل وبقيم هذه الأمة، ومع هذا لم يجد غضاضة في أن يقدم نفسه للأمة كأب شرعي للتداول الديمقراطي على السلطة.
إن مهرجان نواذيبو التاريخي الذي لم تشهد المدينة مهرجانا مثله شكل ردا قاطعا وقطع ألسنة دعاة الرحيل.أليس حريا بهم أن يرحلوا قبل المطالبة برحيل رئيس أنتخب ديمقراطيا وبشهادة الجميع؟ وشهد شاهد من أهلها.

واليوم ها هي مدينة روصو مجد الحضارة والأصالة تشهد طي ملف شائك وأليم عانى منه الشعب الموريتاني منذ زمان وكان وصمة عار على جبين كل مواطن.
فماذا تبقى ترى من ماء وجه لهذه الزمرة التي أضحى عواءها نذير شؤم لكل مواطن يحب وطنه بقدر ما يخاف عليه؟

إن ما يثير الأسى حقا هو أن يعاني هذا الشعب على امتداد تاريخ الدولة الحديثة صنوف الصلف والطغيان وأحيانا العصابة ثم لا يجد من يآزره في محنته إلا حفنة من البائعين المتجولين للمواقف السياسية ,فهل تدرك هذه الزمرة أن باب التوبة يغلق عندما يبدأ الاحتضار؟
وهل تدرك أن احتضارها أضحى وشيكا وسيكون أدراماتيكيا وحزينا بقدر ما سيكون مؤلما ومدويا ؟
محمد ولد براهيم
رئيس المنظمة الموريتانية لمناهضة التطرف ودعم الوحدة الوطنية

ليست هناك تعليقات: