تشهد الساحة السياسية لمدينة انواذيبو اعادة تشكيل وخاصة بعد قرب الاستحقاقات البلدية المزمع اجراءها في اكتوبر المقبل ، ويرى المراقبون وبالنظر لطبيعة المدينة المعارضة ،صعوبة الحسم في الاستحقاقات المقبلة ، ويستدلون بذلك على الحراك المنقطع النظير حيث يحاول حزب الوئام المعارض استقطاب النافذين السياسين على مستوى المدينة ،الأمر الذي يتضح من الأنباء التي تؤكد انضمام العمدة السابق والنائب الحالي القاسم ولد بلالي لحزب الوئام .
وبدوره يسعى الحزب الحاكم باستماتة إلى استقطاب التحالف الشعبي التقدمي وهو ما يتداول في أوساط مقربة من الطرفين كما تؤكد تصريحات رئيس الحزب مسعود الأخيرة والتي أمهل فيها المعارضة يومين لحسم قضية الحوار مع النظام أن وراء الأكمة ما وراءها
غير أن الكثيرين يرون أن الحزب الحاكم على مستوى مدينة نواذيبو يواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية قد تعصف بالصورة القوية التي سجلها في الاستحقاقات الأخيرة ،فابرز التحديات الداخلية (الحزبية) ما يصفه المراقبون بتذمر المنحدرين من المدينة الذين يشعرون بالتهميش والإقصاء من طرف الحزب
وكانت هذه الخلافات قد ظهرت إلى العلن قبل أن يقوم الحزب بالتدخل لحلها في الزيارة التي قام بها نائب رئيس الحزب الاستاذ محمد يحيى ولد حرمه
أما الخارجية ،فتتمثل في اخفاق الحزب في المعالجة الموضوعية والحكيمة لبعض القضايا التي شكلت محور برنامجه في الإنتخابات الرئاسية الماضية على مستوى المدينة ،من قبيل العشوائيات (الكزرات) والتعامل الذي وصفه عضو مكتب السياسي في الحزب الحاكم نفسه بالمدمر والمزلزل
ويرى المراقبون أن الارتجالية وعدم الحسم واستشراف التبعات التي قد تنتج عن اتخاذ القرارات من طرف السلطات المحلية المدعومة بشكل صريح من السيد الرئيس هي من أبرز نقاط ضعف الحزب الحاكم على مستوى المدينة .
والسؤال المحوري هو هل ستستفيد المعارضة من الوضعية السياسية اللا محسومة في مدينة هي الثانية من حيث الأهمية بعد العاصمة نواكشوط ؟
بالنظر إلى جسم المعارضة المنهك وخاصة بعد نجاح الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي السابق محمد ولد عبد العزيز في الرئاسيات الماضية ،في توجيه ضربة موجعة للمعارضة والمتمثلة في نجاحه في اختطاف خطاب المعارضة وهو ما جعله يحسم الأمر في المدينة ويتغلب على التحالف الشعبي ذي النفوذ الواسع وفي معاقل طالما شكلت صداعا للأنظمة السابقة وتعتبرنتيجتها محسومة للتحالف .
كما يعتبر تفكك المعارضة بعد اتفاق دكار وخروج التيار الاسلامي من المعارضة الحدية (ناطحة)إلى معارضة يحار الكثير من المراقبين في إيجاد توصيف لها زيادة في انهاك جسم المعارضة التي تحاول استغلال الوضع الذي يمر به الحزب الحاكم في المدينة ،فهل تتمكن المعارضة وهذه حالتها من الانتصار ،أم يستطيع الحزب الحاكم إعادة وتوحيد الصف الداخلي وتبييض صورته أمام الناخب المحلي ليفوز بالبلديات ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق