شباب شنقيط يبرق للرئيس
تلقت " مدونة انواذيبو" رسالة بعث بها من وصفوا أنفسهم بشباب شنقيط إلى رئيس الجمهورية جاء فيها :
منذ أسابيع بل ومنذ أشهر و مدينة شنقيط تتباهى وتتراقص فرحا بعيد اختيارها لاستضافة النسخة الأولى للمهرجان الثقافي الخاص بالمدن التاريخية والذي قررتم مشكورين بجعله عرفا سنويا تتناوب عليه تلك المدن إلا أنه مع مرور الأيام بدأت تلك الأفراح تتحول إلى كابوس يغض مضجع الشناقطة حيث بدأت بوادر الإقصاء والارتجال والمحسوبية التي ارتبطت بالأنظمة السابقة تطفو على السطح’ وذلك عندما بدأت مجموعة سياسية معينة تعتبر الحدث حدثها الخاص بها وحدها و بدأت تنظر له وتجمع باسمه وباسم شنقيط الأموال الطائلة دون إشراك للمستهدفين بالعملية أصلا مضفين على تلك العملية برمتها جوا تسوده الضبابية’ مقتصرين على إملاء أوامر غير قابلة للنقاش أبرزها التأكيد على الحضور في الفترة المحددة لتلك التظاهرة, متجاهلين بذلك ما يلي:
- أن مدينة شنقيط تعاني منذ سنوات من مشاكل اقتصادية جمة ناجمة عن توقف النشاط السياحي في المنطقة لأسباب باتت معروفة لدى الجميع دون أن يكترث لها من كان من المفترض أن يسمع صوت المواطن ويعبر عن مشاكله اليومية تمشيا مع الدور الذي أوكل إليه’ ونظرا لذلك التقاعس قامت مجموعة من الشباب المخلص والتي تنشط في مجال السياحة بتنظيم ندوات ورحلات سياحية بمشاركة أجانب’ جابت الوطن طولا وعرضا وعلى نفقاتهم الخاصة ومن جيوبهم المنهكة أصلا لا لشيء إلا ليبرهنوا للعالم أن موريتانيا بلد آمن ينبذ العنف والتطرف ويعتني بالضيف أكثر من اعتنائه بنفسه. تلك المجموعة التي اكتفت كتعويض عن أتعابها بشهادات دونها بعض المشاركين في تلك الرحلات على الشبكة العنكبوتية’ وهي مسألة بدأت تعطي أكلها حيث أبدى الكثير من السياح الرغبة في زيارة موريتانيا مشككين في المعلومات المقدمة لهم من المصالح المختصة في بلدانهم.
- أن تلك الجهة التي اقتصرت على مجموعتها السياسية الضيقة’ هي امتداد لمجموعة ظلت على مدى خمسين سنة تتفرد بتسيير المدينة وتفرض من تشاء تحت مختلف التسميات على المواطن البسيط بشتى الوسائل ضاربين عرض الحائط بتعاقب الأجيال والاحتكاك الايجابي فيما بينها وهي الوحيدة المستفيدة من خيرات المدينة غير آبهة بهموم المواطن المغلوب مقتصرة على فتات يفتح عنه الباب في المناسبات السياسية دون أن يكون لذلك الدور الذي لعبته طيلة تلك السنوات أي نتائج ايجابية تذكر بل والأمر من ذلك كله أنها سعت دائما إلى تكريس القبلية والمحسوبية إضافة إلى فشلها في المحافظة على الوجه التاريخي للمدينة’ الذي هو ثمرة مجهود ضخم ضحى في سبيله أجدادنا البررة بالغالي والنفيس خصوصا وأنهم تركوا من هو كفؤ لتحمل تلك المسئولية’ فشنقيط على الرغم من قلة سكانها قد حباها الله بنخبة متميزة في كافة المجالات جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة في طليعة المدن الموريتانية من حيث العدد والنوعية’ ضباطا وأطباء وأساتذة ومهندسين وغيرهم من مختلف التخصصات وبدرجات عالية من النزاهة والإخلاص والكفاءة التي تخولهم تسيير أي حدث ينظم في الوطن بشكل عام’ من باب أحرى في مدينتهم’ لكنهم منعوا بشكل غير مباشر من الإسهام في تنمية مدينتهم من خلال خلق مجموعة من الحساسيات القبلية والفئوية التي أجبرتهم على الاكتفاء بدور المراقب’ مترفعين عن الدخول في تلك الصراعات الداخلية’ الذي يعتبر الفشل نتيجة حتمية لها. ولعل آخر تلك الشهادات التي أصدرت في حق ذلك الجيل الذي تفرد بتسيير شؤون المدينة على مدى خمسة عقود تلك التي صدرت من جهة وزارية مؤخرا خلال زيارة للمدينة حيث تقول تلك الشهادة التي تم الإدلاء بها أمام المنتخبين المحليين وأعيان المدينة وجمع غفير من السكان المغلوبين على أمرهم: أن شنقيط لم تعد تستحق لقب مدينة تاريخية الأمر الذي جعل قلوب تلك الفئات الضعيفة تتفطر حسرة على مستقبل مدينتهم في الوقت الذي لا يملكون فيه إلا كلمة يقولونها أو يكتبونها رغم ما يمارس عليهم بعد ذلك من ضغط و أوصاف تقليدية يعجز اللسان عن ذكرها
- ان نظرة خاطفة على السجلات الضريبية لمدينة شنقيط يظهر بشكل واضح الإسهام المحدود ان لم يكن المعدوم لتلك الفئة في تنمية المدينة خصوصا اذا ما قورن ذلك بالأموال التي يملكونها وحجم الاستفادة التي حصلوا عليها.
سيدي الرئيس
ان الهدف من وراء خطوتكم الجبارة والتي تذكر فتشكر هو مد يد العون إلى ساكنة تلك المدن واحداث حركية اقتصادية تستفيد منها الفئات الأكثر هشاشة من المجتمع ولفت الأنظار إلى المقدرات التي تمتلكها. رغم كل ذلك فان تلك العملية حيدت عن هدفها حيث تم تجاوز غالبية البنى التحتية والمقدرات البشرية التي تتمتع بها المدينة واقتصرت على جمع قطع أثرية من شتى أنحاء الوطن والاكتفاء بفيلاهات لا تمت للتاريخ بصلة مملوكة لفئة معينة من رجال الأعمال وهذا ما سينعكس سلبا على تلك العملية برمتها والمراد لها أصلا إظهار الوجه التاريخي للمدينة.
سيدي الرئيس
لقد اختاركم الشعب الموريتاني بنسبة مريحة ودون أن تلجئوا كما جرت العادة إلى الزعامات التقليدية الضيقة’ ذلك أن هذا الشعب رأى في برنامجكم السياسي خلاصا له من سلبيات الماضي’ كما التمس في نهجكم المتميز بالاحتكاك المباشر بالطبقات المستضعفة من المجتمع (دون وسائط دأبت على التملق وحجب الحقائق والالتفاف على كل ما هو موجه إلى هذا الشعب) دواء لكل الأوجاع التي كان يشكو منها
سيدي الرئيس
شنقيط هي الأخرى رأت في خطواتكم الواثقة نحو التنمية الشاملة للبلد متنفسا لهمومها المتراكمة على مدى خمسين سنة من العزلة والتهميش. إلا أنها منذ أيام استيقظت على أخبار تفيد أن ضيافة الوفد الرئاسي ستكون على حساب جهة غير محايدة ولا تعبر عن هموم المواطن البسيط تلك الهموم التي أخذت جل وقتكم منذ انتخابكم على رأس الدولة الأمر الذي بدأ استغلاله من طرف جهات معينة من أجل تنفيذ أجندة خاصة بها موهمة الناس البسطاء أن ذلك يعتبر دعما واضحا ومسبقا من رئاسة الجمهورية لحملة انتخابية سابقة لأوانها خاصة وأننا على أبواب انتخابات برلمانية وبلدية شاملة. لكن رغم ذلك كله لا زال الشناقطة يؤمنون ببرنامجكم السياسي والتنموي ويعولون على حكمتكم في تفادي كل ما من شأنه المساس بتلك المسيرة.
سيدي الرئيس
لقد اخترتم أن تكونوا سندا دائما للضعيف والمحتاج. وأختار الشعب لكم لقب رئيس الفقراء وحرصتم دائما على جعل موريتانيا تسير على الطريق الصحيح وحاربتم الفقر وأوقفتم الفساد والإقصاء الممنهج وهي أمور بدأت تتجلى في أبهى حللها اليوم في شنقيط.
والله ولي التوفيق
أبناء شنقيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق