يقف قصر العدالة في وسط المدينة ببنائه الشامخ الفريد وبواجهته الخلابة الفارهة ،لحسنه تنجذب البنايات حوله وهي تنزاح بوجهها عنه حياء ،كيف لا وقد أريد للقصر أن يكون حاضنا للعدالة .
قصر من سحره انجذبت له قلوب وأفئدة النساء والأطفال من أبناء المدينة ،لدرجة أن القائمين على التحفة اضطروا لاخفاء مفاتيحه التي تنوء بالعصبة ،خوفا على أرواح بني الوطن وقديما قيل ومن الحب ما قتل .
لكن المفاجأة الصادمة للجميع هي كون هذه التحفة العمرانية تفتقد لكهرباء ،تقول الحكومة إنها جادت به على أحياء الترحيل في أطراف المدينة ،فيما يبدو أنها بخلت به على قصر هو أحوج ما يكون إلى النور وكيف لا وهو ساحة للعدل وويل ثم ويل لقاض يحكم في الظلام .
وشر البلية ما يضحك ،فالقصر يقع بين شركتي الماء والكهرباء في جيرة يبدو أنها لم تشفع للقصر المنسي " جاور الماء تعطش " فمتى تعي السلطات المحلية ومن قبلها الحكومة التي دشنت القصر في الثامن والعشرين من نوفمبر حيث تعهد في الحفل البهيج بالبدء في مزاولة العمل في القصر بعد أسبوع ،فمتى يعي هؤلاء وأولائك أن الخديعة لا تليق بقصر يراد له أن يكون مسرحا لإقامة العدل وسكنا وحرما لأسرة العدل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق