إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 مارس 2011

أقلام :سلمية.. سلمية.. رغم تواجد القوى الأمنية



صلاح الدين ولد محمد الأمين 
دأب الشباب الموريتاني في الأسابيع الأخيرة على الخروج لساحة التحرير في قلب العاصمة نواكشوط للمطالبة بإصلاح النظام ووضع حد للحكم الأحادي الذي عانى ولا يزال يعاني منه هذا البلد.
في البداية كان المتجمهرون الشباب يتجمهرون وسط ساحة التحرير المعروفة قبل 25 فبراير بساحة ابلوكات ويهتفون بمطالبهم التي كفلها لهم القانون والدستور الموريتانيين في غياب أمني له ما له وعليه ما عليه .
غياب أمني لم يدم طويلا فبعد أسبوعين من التجمهر السلمي المحترم ، لم تقذف فيهما حجارة ولم تكسر فيهما إنارة ، تعبت قوات مكافحة الشعب من التفرج على الشباب الطيب الذي يتزايد يوما بعد يوم بأفواج من العاطلين العمل والفقراء والمحرومين ، واختارت أن تنزل فرقها إلى الساحة ، ليحول اختيارها الساحة إلى معمعان وليكافحوها فيها ما أعدوا لمكافحته ( الشعب ).
حولت فرق مكافحة الشعب بنزولها إلى الساحة التجمهر من الساحة السلمية إلى شوارع و أزقة الشتم والتنكيل والتعذيب.
هذه الشوارع ازداد المتجمهرون فيها رغم صعوبتها ، وقد واجهوا فيها الأسبوع الماضي قوات مكافحة الشعب المدججة بالسلاح بشعرات نبيلة من قبيل " سلمية ... سلمية... رغم تواجد القوى الأمنية " و " الوطن وطننا... الساحة ساحتنا ... والأمن أمننا " لكن الأمن هذه المرة لم يكن لهم فقد كان سوط عذاب عليهم.
والسلمية لم تدل طويلا لأن رجال أمننا لم يتدربوا عليها ، والتدرب على السلم كما نعلم أشد صعوبة من التدرب على العنف ، كما أن التدرب على الصالح أشد صعوبة من التدرب على الطالح . 
ومما أثار استغرابي و إعجابي في جمعة الأسبوع الماضي أن الشباب كانوا يوزعون الماء البارد على أفراد مكافحة الشعب في مشهد من الوقار لهذا الوطن ولكل منتم إليه قل مثيله.
لكن العنف لا يولد إلا العنف ، ورياح شباب الإصلاح لن يقف في وجهها شيء إلا انكسر واندثر ، وآن الأوان لقوى الأمن والقوى العليا في هذا الوطن الحبيب وباقي الأوطان العربية أن تفهم وتتعظ وتفتح أبواب العدالة والحرية قبل أن تفتح لهم أبواب مزبلة التاريخ.   

بقلم : صلاح الدين ولد محمد الأمين

ليست هناك تعليقات: