إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

نريد "انقلابا عسكريا" !!!



أستغرب من نفسي هذه الأيام ، بعد ما طويت سنوات عديدة كنت فيها أعارض الإنقلابات العسكرية و أندد بمن يقف خلفها ، نعم مرت تلك السنين و مرت بما مرت به ، إلا أنني وجدت نفسي اليوم تراودها أفكار جديدة من شدة التعب الذي لحق بها بسبب التدبر في واقع بلدي المر ، ومستقبله المجهول والذي تنبئ المؤشرات أنه لا يبشر بخير ...!!! 
كنت وصرت ، وبين الفعلين تغير الزمن وتغريت الأحوال وحتى تغير موقفي من الإنقلابات العسكرية التي كانت في وقت قريب السبيل الوحيد للوصول إلى سدة الحكم ، إلى أن أوصل إلينا مسلسل الإنقلابات ، إنسان ما كنا نريده ان يصل ، إنسان فتك و لا يزال يفتك بموريتانيا الشامخة التي لولا قوتها وصمودها لماتت قبل وصوله. 
بالفعل أصيبت موريتانيا بضرر بالغ جراء الإنقلابات العسكرية التي طبعت الحياة السياسية و التي اقترح أحد ساستنا على أحد عمالقة الإنقلابات أن يلحقها ببرنامج ختم الدروس الإبتدائية ، كي يدرسها التلميذ ويفهمها قبل أن يصل الإعدادية وقبل أن تحين سن الدخول للمؤسسة العسكرية التي تعد معبرا لدخول القصر الرمادي من أوسع أبوابه.  
و على ذكر الأضرار والفساد تصدم أغلبية الشعب الموريتاني ، بينما تفرح طبقة أخرى لا نريد أن نسميها لأنها تعرف نفسها ويعرفها المتتبع للأحداث السيارة التي تجري في هذا البلد ، لأنها نالت نصيب الأسد من كعكة السلطة التي  جالت فيها وصالت ، و عاثت فيها و أفسدت ، و فعلت بنا و بموريتانيا - عن قصد أم عن غير قصد - ما لا يغفر. 
نعم ، الكل بات يعرف أن الرئيس لا يريد الإصلاح ولم يسر - رغم كثرة الشوارع التي عبدها - إلى طريق الإصلاح .. نعم إننا فهمناه كما فهم بن علي الشعب التونسي في اللحظات الأخيرة ، لكن نتمنى أن لا نكون كابن علي و أن يفيدنا فهمنا ، قبل أن تزداد الأمور تفاقما ، و تخرج عن السيطرة ، و  أن نسير بالبلد عكس التيار الذي يريد له الرئيس الحالي و حاشيته أن يسير نحوه. 
و يأتي كل هذا و أكثر في وقت لا تزال موريتانيا تحافظ  بغير عادتها على مرتبتها المتقدمة في سوء التسيير حسب ما جاء في تقرير لمنظمة الشفافية العالمية صدر قبل شهر ، كما أن وثيقة سربها موقع ويكيليكس كشفت  أن النظام القضائي والنظام المالي في موريتانيا يعانيان من فساد وعجز لم يسبق لهما مثيل ، ويشكلان إعاقة للتطور في البلد ، وأن النظام التعليمي في موريتانيا غير ملائم لدمج الشباب في العمل المناسب ، ولست هنا لسرد الأحداث الفاسدة ، فالتاريخ كفيل بذلك والجغرافيا بالطبع شاهدة عليه ، و المنظمات والمواقع الدولية أيضا رأت ذلك و سمعته ، ووصلها صداه. 
فثوار ابلوكات لم يحققوا المطلوب ، والأحزاب المعارضة فرقتها المصالح الذاتية ، وتعددت أساليبها في المعارضة وضعفت و هي الآن تحاول أن تعيد ميلادها وتحيي نفسها من جديد ، و الربيع العربي المبارك أخذ منحا آخر غير الذي كنا نريد له ، مع أنه قطف رؤوسا كانت تتربع على كراسي الحكم ، و لا يزال يهدد أخرى بنفس المصير. 
لكن الآن وبعد أن فشلت كل تلك التجارب السلمية النظيفة و أجهضت ، فماذا سنفعل لننقذ موريتانيا من مستقبل لا تحمد عقباه ... فكروا معي في أسلوب جديد لإزاحة المفسدين من الحكم ، أو دعونا نبتكره لإن الإبتكار كما يقال وليد الحاجة ، وما أحجونا لإزالة رئيسنا المفسد عن منصب الرئاسة التي انتزعها من شيخ لا يهوى إلا العافية ،... و يا معشر العسكريين ، انطلاقا من "أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها" ، فإنا نناجيكم بعد أن كنا نعاديكم و نقول لكم أن اغفروا لنا ماضينا ، وعودوا بنا إلى المسلسل القديم ، لعل ذلك يكون هو السبيل الأنجح للإطاحة بالرئيس. 
صلاح الدين ولد محمد الأمين

ليست هناك تعليقات: