إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 3 يوليو 2011

أقلام


نريد رئيسا ..لا يُظلم  شعبه

أحمد ولد اسغير /موزمبيق 
قليلة هي الأيام التي قضيتها في الحبشة(اثيوبيا)، وجميلة هي الانطباعات التي تركتها تلك الليالي والسويعات في نفسي، فقد خلفت أرض الهجرة  في خلجاتي حنينا وشجونا سيظل يشدني اليها ما غنت علي الأيك الحمام،..... سأتذكر شعبها المسالم، ولن انسي مناخها، ولا أمنها الذي يحن له كل مقهور ومظلوم في أوطانه؛.....لن انسي عاصمتها ‘‘اديس ابابا’’ أوكما يحب ان يسميها أهلها ‘‘الوردة الجديدة’’.... لن أنس لا أنس ذلك الخليط من الجنسيات المختلفة وهو يتعايش مع ما يقارب 80 مليون نسمة من السكان المحليين يتحدثون بما يزيد علي 80 لغة ولهجة محلية.
 إنك تستغرب وأنت تري الفرنسي الي جانب اليمني، والمصري الي جانب الانجليزي، والهندي الي جانب السوداني، والباكستاني إلي جانب الصيني والياباني .... الخ، والكل يتعايش ويتساكن ويتجاور في تناغم وانسجام غريب، وكلهم متفق علي أن علي هذه الأرض بقية من جمال وأمن وسلام، نعم لا أقول أنه ليس في تلك الأرض فقر، كما أن في أمريكا فقر، ولكن بعض الفقر أهون من بعض .....
لقد تذكرت - وأنا أقف علي الجبل المطل علي عاصمتها الجميلة- قوله صلي الله عليه وسلم (اذهبواإلي الحبشة فإن بها ملك لا يظلم جاره)، تذكرت ذلك وأنا علي بعد مسافة ليست بالكبيرة عن قبر النجاشي رحمه الله، وكأن هذه الأرض ستظل حضنا للكثير من شعوب العالم، علي أختلاف أديانهم وأعراقهم وتوجهاتهم، رأيت ذلك وأكثر، رأيت كيف أن الكل يحترم قوانين ونظام هذا البلد الصارم، دون تعد علي تقاليد ولانهب لثروات..فالكل يعرف حقوقه وواجباته...،
لقد تذكرت وما أكثر ما تذكرت، تذكرت وطنا لي يئنٌ تحت ضربات النهب والظلم والفساد، وتمنيت - وأنا أقلب صفحات كتاب التقدم والتطور في هذا البلد- أن ننعم بمثل ذلك في وطن شببنا علي حبه، وفطمنا علي هواه، وكم حفًظتنا الأمهات من حكايات في زمن الصبا عن هوى الاوطان.
لقد تمنيت حينها أن يكون لنا حاكما لا يُظلم شعبه، .... رئيسا للفقير حقا، والمريض والضعيف، رئيسا للجاهل، والعاطل، والطالب المغترب.....
رئيسا لا تُظلم أسماك شعبه في بحره، ولا النفط والحديد في أرضه، ... رئيسا إن يسجنْ يسجنْ بحق، والضعيف عنده قوي حتي يسترد له حقه، والقوي عنده ضعيف حتي يرده  للحق ردا...
نريده رئيسا يميز بين المعارض المخلص ، والمساند الطامع، ويؤمن بحق الأختلاف ...
نتمناه رئيسا يعرف أن لهذا الوطن حق، ولشعبه حقوق ، وأن عليه حقوق ...، ويدرك أن علي هذه الأرض شيوخ، وأطفال، ونساء ... بل نريده أن يفهم أن عليها أيتاما ومحرومين وضعفاء  كما يجب أن يعرف أن في هذه الأرض ثروات وخيرات ليست وقفا للغرباء......
نريدك سيدي الرئيس أن تعلم أن علي هذه الأرض أحرار أبناء أحرار، ولدتهم أمهاتهم أحرارا وسيظلون كذلك،... قد يظلموا ويحرموا، قد يسجنوا ويهانوا، لكنهم لن ينسوا حقوقهم، ولن يسكتوا عن ظلمهم، فالأرض ارضهم والبحر بحرهم، تقاضيت سيدي أو تناسيت، سيولد من بينهم حماة لأرضهم وحقهم، فلا تأمن هدوء العواصف سيدي، وأعلم أنه قد يكون تحت الرماد اللهيب.....
سيدي نحن لا نريد أن تفهم الحياة علي أنها أبيض وأسود، ولا الناس علي أنها معارض معاند، أو مؤيد مساند، نريدك أن تفهم أنه من حقنا أن نطلب حقوقنا، وأن ندفع الظلم عن أرضنا، ونريد ببساطة أن نأكل من خبزنا ونشرب من مائنا، أليس في بحرنا ونفطنا وبرنا حق لنا ؟؟؟؟
سيدي كفاكم ظلما لنا ..... نريد رئيسا لا يُظلم شعبه...!!

ليست هناك تعليقات: