إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 مايو 2011

نداء الوطن !....أو أحلام المغتربين


أحمد ولد اسغير /موزنبيق 
 لماذا تضيق الأرض بأبنائها ؟ ولماذا تهفوا قلوب المهاجرين إلينا حبا في أرضنا؟ ولماذا نفر من أرضنا مكرهين تنهشنا كلاليب التهميش، والظلم ، وضيق ذات اليد ؟ .... لماذا ؟ ... ولماذا ؟؟؟؟
كيف ترعى الأرض أبنائها حتى إذا ما شبوا علي أديمها، ورضعوا لبان العزة، والنخوة، والأخوة  اصطفوا بعد ذلك كله في طوابير الهجرة، برا، أو بحرا، أو جوا ، مخلفين قلوبهم وأرواحهم مغروسة في تلك الربوع وحاملين أجسامهم إلي حاضنات العالم اليوم : أمريكا وأوروبا وحتى إفريقيا، ليعبثوا بتلك الأجسام البريئة الكريمة النقية ..... أفلم يعد ’’علي هذه الأرض ما يستحق الحياة ‘‘ ؟؟؟
لقد نادت الأرض اليوم وصاحت في وجه أبنائها: آه يا فلذات كبدي !!! .... ’’إلي أين يا تائهين‘‘  !! لماذا رحلتم ؟؟ .. ولماذا نصفكم يهاجر نصفكم؟ وبعضكم يكيل الكره لبعضكم، ..... ألا تدَعوها فإنها ’’مُنْتِنة‘‘ بين سودكم وبيضكم، وما يجمعكم أعظم وأكثر مما يفرقكم...؟
لست أدري يا أبنائي هل أبكي علي نصفي الذي ودعني وهاجر أم علي نصفي الباقي في حضني، أم أبكي علي من وليتهم أمري فحكموا ولم يعدلوا بين أبنائي، يا من حكموا ولم يعدلوا أما تركت الأمر بأيديكم، وقلت هذه خيراتي تحت تصرفكم فوزعوها علي أبنائي بالقسط، ..فهل فعلتم؟ ولماذا هاجروا ؟ ...
ثم ألم أقل لكم بأن ’’تعطوا الجياع خبزا وتسقوا ظمأ الأرض بالمعين الفرات ‘‘ أما طلبت منكم مرارا وتكرارا أن ’’تعطوا الجهال علما ودينا ورثوه عن الجدود الأباة‘‘ فهل نفذتم؟
أما قلت لكم بأن تحملوا كلًهم، وتكسبوا معدومهم، وتعينوهم علي نوائب الحق ؟ ... لقد بدلتم وحرفتم بعد أن حكمتم، لقد تنكرتم لهم بعد أن أوصلوكم لأطماعكم الخفية، ولكن لقد نسيتم أن الزمن يدور وأن الأيام دول، وأن الحكم لا يدوم إلا للحق سبحانه، وتناسيتم كذلك أن التاريخ يعيد نفسه أحيانا، لم تفهموا الدرس كما قيل علي بساطته، ألم تشاهدوا وتسمعوا أن هناك من ’’هرب‘‘ وأن هناك من ’’ نجا ببدنه‘‘ .....سبحان الله ما أبسط الدرس وما أسهله،
لقد طغى أولئك وتجبروا ولم تغن عنهم أموالهم، ولا جنودهم فهل تحبون أن تكونوا مثلهم ؟؟؟ ...لا أظن ذلك،
وربما يغريكم اليوم من ما زال متشبثا بالبقاء ويبطش بأبناء شعبه قتلا وتشريدا، فهل تظنوا أن أولئك باقون ؟ عبثا تحلمون ...
فيا عابثين بأبنائي وملقين بهم في غيابات الغربة،  يلفح صدورهم الحنين، ويعتصرهم الأسى علي حالي ومآلي، يتطايرون شوقا لحضني، ويكابدون شغف العيش هناك أملا في العودة إلي الربوع والخلان.....
ويا سائرين في غيكم أما كفاكم تشريدا وظلما لأبنائي ... أما شبعتم من نفطهم ، من بحرهم، والحديد الذي حوته أرضهم، ألا تدرون أن التاريخ سيذكر يوما أنكم أكلتهم حقهم ؟ .. سوف يذكرها التاريخ ... ويشهد الكل أنكم ما عدلتم  في حقهم، ... سيشهد بحرهم وبرهم ، وتشهد أرضهم وسماؤهم .....
لقد وعدتم ’’بأن تبنوا لهم وطنا شامخا، جميل الشكل والمعني‘‘ وطنا بلا فقر ولا جهل ولا نهب ... فهل فعلتم ؟؟ وقلتم بأنه وطن بلا مريض ولا سقيم ولا غريب .... فهل نسيتم ؟؟؟ .. وقد كررتم كثيرا بلا فساد ولا رشوة ولا تمييز ... ربما كنتم علينا قد ضحكتم، الحال اليوم يشهد أنكم ما حققتم ...
وقد تقولون بأننا قد هوْلنا وأننا قد استعجلنا .....  ولكن ربما أنتم كذبتم ففشلت وما حققتم ...
فيا من قد حكمتم !! ما العيب إذا أخطأتم فنُصِحْتم فأصلحتم ؟؟ أنا الأرض التي عليها عشتم وترعرعتم حتى كبرتم، فأصلحوا ذات بينكم ولا تهجروني ..
   






هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مقال متمكن هل من مزيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟