إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 1 مايو 2011

أقلام


أفكار بين يدي فاتح مايو

ظلت ذكرى فاتح مايو مصدر إلهام لليد العاملة في العالم وذلك منذ اندلاع شرارة الثورة العمالية بمدينة شيغاكو الامريكية سنة 1886 تلك الثورة التي جوبهت بالقمع والاعتقال بل وحتى الاعدام "انجل" أحد أبرز منظري وخطباء الحراك العمالي انذاك ،حدث كل ذلك في مهد الديمقراطية والمدنية الحديثة .

تلقت الشرائح العمالية في العالم أحداث مظاهرات شيغاغو الأمريكية ،باعتبارها مصدر إلهام للصراع الأبدي بين العمال وأرباب العمل ،فخرجوا عن بكرة أبيهم منددين بمجزرة "شيغاغو"ومطالبين بحقوقهم التي كان على رأسها تحديد مداومة العامل بثمان ساعات يوميا ،ووسط اصرار الحراك العمالي اضطر أرباب العمل للرضوخ لمطالبهم في فاتح مايو 1886 .

ولما كان عالمنا العربي جزء من العالم لم يخل من التأثر برياح هذا الحراك العمالي في العالم العربي ،حيث انخرط العمال العرب بمختلف مكوناتهم ومشاربهم الفكرية بالاحتفال بالذكرى باعتبارها رمز النضال والتحرر من سطوة وهيمنة أرباب العمل الإقطاعيين .

إلا أن هذا التخليد العربي لذكرى فاتح مايو يثير عدة تساؤلات من أبرزها السؤال الكبير إلى متى يظل عالمنا العربي تابع في عملية صنع التأريخ وتغيير مجراه ؟وما مصير الاحتفالات العالمية التي حدثت في صياغ مختلف عن عادات وتقاليد عالمنا العربي ؟

ظلت الإجابة في نظري على هذه الأسئلة حبيسة وجدان المنظرين المفتونين بكل ما هو من نتاج الثراث العربي ،أمام النظرة السائدة في الحس الفكري لأستاذية العالم الغربي لنا كعرب في القيم الحضارية والمدنية والنقابية ،غير أن معاملا قويا حدث في عالمنا العربي يجعلنا ملزمين بمراجعة التأريخ وهذا العامل هو الثورات العربية السلمية والمدنية التي كانت بدايتها مع ثورة الياسمين في 18 من دجمبر 2010 والثورة المصرية في 25 من يناير 2011،الثورتان توجتا بإسقاط النظامين المستبدين في تونس ومصر ،في حراك شعبي صنع محليا وبأيد عربية شابة .

ناهيك عن الأنظمة المهزوزة بفعل نفس المعامل (ليبيا ،اليمن ،سوريا....)والسؤال الذي يطرح نفسه ألا يجدر بنا أن نؤرخ لتاريخ عربي  حديث تكون هذه الثورات الجميلة  التي جعلتنا فعلا أساتذة بعد أن عشنا ردحا من الزمن أسيري نظرية أستاذية العالم الغربي لنا - مرجعا وبداية لهذا التاريخ  ؟

فإذا كانت ذكرى الفاتح من مايو شكلت مصدر إلهام لليد العاملة في الغرب والعالم بأسره مما جعلها – سواء اتفقنا في تقييم جدوائية العمل النقابي على الأقل في عالمنا العربي – بحق تكون تأريخا جديدا للعلاقة بين العمال وأرباب العمل ،فإن الثورات العربية المدنية والسلمية لا تقل شأنا عن ذكرى فاتح مايو بل وتزيد عليها بعامل الذاتية والخصوصية العربية الفكرية والثقافية وهذا بالفعل ما يجعلها تؤذن بميلاد فجر تاريخ جديد يكتب بأحرف عربية إذا ما رعيت وتلقفتها نخبنا الفكرية والثقافية والنقابية بنفس الحفاوة التي قوبلت  بها ذكرى فاتح مايو.






هناك تعليقان (2):

ndb2010 يقول...

أفكار قيمة تحتاج لقراءة متأنية

Dr. Iglesias يقول...

اسرائيل ملفات سرية. وأحرقت زوجين مسنين وحفيدهما مع البنزين. مدرسة للأطفال ذوي متلازمة داون للقصف. تاريخ وأد. كاتين وحلف شمال الاطلسي. ووتش في :

http://aims.selfip.org/~alKvc74FbC8z2llzuHa9/default_libia.htm