إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 16 أبريل 2011

أقلام


اعترافات موظف
 يبدو في ظروف هي كلما يطمح لها شاب أنهى دراسته وحصل على الشهادة ،مكتب فسيح ،كومبيوتران أحدهما ثابت وآخر محمول وبين الفينة والأخرى يدخل عليه الخادم يحمل كأس الشاي

ألقيت السلام فرد علي السلام وهو يدور بكرسيه المتحرك بعد أن أزاح نظاراته عن عينيه قليلا ،سألت ويا ليتني لم أفعل عن المستجدات على مستوى مصلحته ذات الإهتمام لدى شريحة الشباب

فأجاب ،لا جديد وكل ما أتمناه أن تغلق الأبواب ويسرح العمال فنريح ونستريح !ويتابع أعذرني فأنا لا أعرف المجاملة فالأمور عندي إما أبيض أو أسود وبالتالي لست من النوع الذي يحسن الكلام والإغراء حتى إذا خرجت من عنده لم تجد شيئا ولم تغضب عليه !

أنهى الموظف المحترم كلامه ثم نظر إلي وهو يبتسم فقال :دعنا من هذا كله وقل لي :ماذا تملكون أنتم من إجراءات عملية للتغيير ؟
وجدتها فرصة سانحة للرد وبدأت أحدثه عن ما أرى أنها ااجراءات عملية للخروج بشريحة الشباب من واقعها المزري ،مقسما إياها إلى :
قسم استسلم للواقع ورضي به وعاشه بكل تفاصيله ،يكذب إذا كذبوا ويخادع إذا خادعوا ويفرط في الوطن إن فرطوا

وقسم آخر آثر السلامة وأن يكتفي بالمراقبة الخارجية وقسم ثالث اختار طريق النضال والإستماتة في الدفاع عن حقوقه من خلال النقابات والرابطات لعلهم يوما ينالون الحقوق

قال الموظف :أنتم تبالغون في تصوركم للوطن والسيادة ،فهذه مثاليات لا وجود لها في الواقع ،فكل ما ترى من ساسة ومدراء وحقوقيين ...لا يسعون إلا لمصالحهم ومصالح جهاتهم وليذهب الوطن والسيادة للجحيم ،فالواقعية مطلوبة يقول الموظف

ثم تابع ،أنا مسلم أؤمن بالله ولولا هذه العقيدة لقررت مصيري بنفسي ولجأت لما يسميه الغرب ...حاول بصعوبة البحث عن مصطلح باللغة الفرنسية ولم يحصل على المفردة ثم قال الإنتحار

أدركت خطورة المسار الذي الذي أخذه الحوار ،فقلت له متابعا حديثي :إن أهم الإجراءات التي يتوجب على شريحة الشباب التسلح بها  هي الأمل ،فلو لا الأمل ما غرس الفلاح البذرة ولما عقد الآباء الآمال والأحلام في فلذات أكبادهم

فالإنتقام والحقد قد يدفعنا لارتكاب الحماقات ودعني أيها الموظف المحترم أعطيك مثالين الأول هو الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا الذي أمضى زهرة شبابه في السجن لا لجريرة إلا أنه عشق الحرية والحياة الكريمة ،ليخرج من غياهب سجنه وهو بالفكرة أكثر إيمانا وفي سبيلها أكثر بذلا وكانت النتيجة تتويجا له رئيسا لجنوب إفريقيا

والمثل الثاني ،هو الحقوقي الأمريكي "مارتن لوثركينغ"الذي قطف السود في الولايات المتحدة الأمريكية ثمرة نضاله .,

قاطعني الموظف قائلا :اللهم زدنا علما ،فكم أنا سعيد بهذا الكلام ولكن ألم يكن الأجدر بك ضرب أمثلة من واقعنا الإسلامي فهو مليئ بالشواهد في رأيي ؟
فقلت
إنني أمتلك ترسانة من الأمثلة والشواهد من الإسلام ثم قلت في نفسي ولم أبد ذلك لمحاوري :ألست الذي ضرب لي المثل بتجربة الغرب في تبنيهم ثقافة الموت الإختياري (الإنتحار)

ثم تابع الموظف ..إن الحل في مثل هذا الظرف هو أن يتمسك الشخص منا بالدين وإذا أتيحت له الفرصة اغتنمها وإلا فليتمسك بدينه ويعض عليه بالنواجذ

فقلت له :
نحن لا نريد أن نعود للدين في لحظة الضعف وإنما نلجأ له في حال القوة والإنتشاء لا حالة الخور لأننا حينها نكون عالة على الدين .

يدخل أحد الزوار مثلي ،فيتوقف محاوري عن الكلام ،انصرفت من عنده وكلي حيرة ،فهل يعقل أن تكون حالة هذا الموظف المسكين منسحبة على كل الموظفين ؟وهل يمكن أن تكون بحق اعتراف من موظف مثله لشاب ما يزال يحلم بوظيفة 

ليست هناك تعليقات: